===============================================
إذا مرت الأيام و لم تروني ، فأنا بينكم  فتذكروني
و إذا غبت عنكم و طال غيابي
فاعلموا أني بحاجة للدعاء فادعوا لي
===============================================

===============================================


قصيدة البردة
للإمام البوصيري

1

2

3

4

5

6


مولاي صلـي وسلــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــر جيـــرانٍ بذى ســــــلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم
َامْ هبَّــت الريــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتــــــــــا وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــهدت به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى مثل البهار على خديك والعنــــــــم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــتتر عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـذلي والشيب أبعد في نصح عن التهـــمِ

في التحذير من هوى النفس

مولاي صلــي وسلــم دائمــاً أبـــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــت من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قـــــرى ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــره كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــا كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهـا إن الطعام يقوي شهوة النَّهــــــم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــه إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــلٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــه وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم

في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

مولاي صلـــي وسلـــم دائمـــاً أبدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــى أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــوى تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــبٍ عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــه إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن لولاه لم تخرج الدنيا من العـــدمِ
محمد ســـــــــيد الكونين والثقليـ ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــه مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــنه فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظـم
فإن فضل رسول الله ليس لــــــه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــرٌ وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

في مولده عليه الصلاة والسلام

مولاي صلـــي وسلـــم دائمـاً أبـدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلــــم
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــا نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم

في معجزاته صلى الله عليه وسلم

مولاي صلـــي وسلـــم دائمـاً أبــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم
ولا التمست غنى الدارين من يــــده إلا استلمت الندى من خير مســـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

في شـــــرف الــــقرآن ومدحـــــــــه

مولاي صلـــي وسلـــم دائمــاً أبـــدا علــى حبيبــــك خيـر الخلق كلهـم
دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم
فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم
ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم
لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى أطفأت حر لظى من وردها الشــم
كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم
وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم

مولاي صلـــي وسلـــم دائمــاً أبـــدا علــى حبيبـــك خيــر الخلق كلهـم
يا خير من يمم العافون ســــــــاحته سعياً وفوق متون الأينق الرســــم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم
فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم
وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا من العناية ركناً غير منهــــــــــدم
لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم

في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلـــي وسلــم دائمـاً أبـدا علــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم
يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم
من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم من بعد غربتها موصولة الرحـــم
مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللمــــمِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ
ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلــي وسلــم دائمــاً أبـــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم
أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات

يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلميــن بمــا يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم
وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
أبياتها قـد أتت ستيــن مع مائــةٍ فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم



نبذ ة عن الامام البوصيري



الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري (1211–1294)
ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى قبائل البربر، التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية "بوصير" القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب
مرض بمرض الفالج او الشلل النصفي فبات ليلة ونظم القصيدة وحلم انه يقرأ البردة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيمسح عليه صلى الله عليه وسلم فقام سليما معافى
وله  عدد  من المدائح النبوية الجيدة، من أروعها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله عز وجل:
  
يا   من  خزائن  ملكه   مملوءة             كرمًا   وبابُ  عطائه   مفتوح         
ندعوك  عن  فقر  إليك  وحاجة            و  مجال  فضلك  للعباد  فسيح         
فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمً            إن الكريم عن المسيء صفوح       

وقصيدته "الدالية" التي يبدؤها بقوله
  
إلهي على كل الأمور لك الحمد       فليس   لما  أوليتَ  من  نعمٍ  حدُّ         
لك  الأمر من  قبل الزمان وبعده     وما   لك  قبل  كالزمان  ولا بعدُ         
وحكمُك  ماضٍ  في  الخلائق نافذ   إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُ             
تُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ- 1295م) عن عمر بلغ 87 عامًا

=============================


قصيدة :  الدار او المكناسية
 سيدي قدور العلمي
اداء الحسين التولالي



بيت
كيف ما ينكد قلــــبـــــــــي من شفاية الناس ؟
كيف ما نحزن يــــــــا وعدي على المراسم ؟
كيف بعد خروجي من وطني نروم الاجناس ؟
حوز بوطيبة فيـــه ا دركت الغنــــــــايــــــم
شموس بصري الاشراف الطيبين الانفـــاس
والله رانـــــــــي علـــى فراقهم نـــــــــــــادم
كيف ينجى من خلاني ضحك للنـــــــــــاس ؟
كيف يسلم من خلاني تليف هايــــــــــــــــــم ؟
حمايتـــي و احبابــي و اهلـــي واعز الوناس
و فراقهم جاني على القلب شـــــــــــاتـــــم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
من كثرة ما صبرت عن فرقة رسمــــــي
حتان قـــــالوا هبلت مــــن كثرة الكلام
رسمي خويا الشقيق من بويــــــا و امي
آش يصبرني على فراق الأخوة الوحام
و آش فرحي ظهر للناس وحزني مكمي
فمي يضحك والساكن في القلب ظلام
صبري يصبر للعدا ونكتم همــــــــــي
و ندير كما يدير فــــــــي البحر العوام
نرخي الاعضا معاه و نساعف الاغشام

بيت:
هكذاك ساعفت بصبري صدود الايام
قل جهدي وكثر صمتي و صمت فمي
ما نطيق على صلح ولا نجمت الخصام
مشتغل بالدنيــــــــــــا الفانيـــــــا بهمي
من بغاني يعدنـــــــي من جميع الكرام
من يكرهني ما يبعد غير دون شاتمي
اخترتها قصيدة منسوجة من رميز قرطاس
بخط عجمي ما يدرك في اللغة النغايم
كغزالة حضرية من بنات اهل فاس
معانقة شي عبد قناوي من الصماصم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
ياسر من الناس من بغى لي ذا الجلية
وفرح قلبه على أحزانــي و كداري
ياسر من الناس من عطف قلبه لـــي
شفيته بحالتي و بكـــــــاه غيـــاري
ياسر من الناس ضحك و بهظ في
يوم فراقي مع احبابي و اوكــــاري
ياسر من الناس من افتى راي علي
و زين لي بالخروج من عتبة داري
و ضحيت في عشيتي عند الناس كاري

بيت :
لسونهم يجرحوا وعيونهم يكويوا
باصباعهم يشيروا بالخصام و الدعاوي
يا ويح من غاب عليهم يبقاوا فيه يدويوا
يقطعوا لحمه في ساعة بلا جناوي
يقيلوا ويباتوا كيف الذياب يعويوا
ملوكهم يطلعوا دغية بغير جاوي
عرفتني هذه الحزة بسيرة الناس
عرفت لي هذا الحزة بسيرة الناس
يوم اضحيت انا لا دار لا دراهم
اللي لقيته منهم كا يهز لي الراس
كانه عمرهم ما عيط لي باسم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
وين اصحابي وين الاولاف العشران ؟
وين احبابي وين هم صدقانـــــــــــي ؟
لا واحد منهم ساعة الحزة بـــــــــان
غطوا وجوههم و تدرقوا بالعانــــي
ما شفاوش للخير ما تفكروا احسان
كانـــــي جيت للمدينة برانـــــــــــي
البعض منهم ما تلا يلاغيني بلسان
و البعض منهم عند كل ساعة يلغاني
و يفكرني الخسيس عن ما في مكاني

بيت:
ما كثر باحبابي الا نكون في الخير
يظل رسمي ويبات بجمعهم عامر
آشحال من محبوب وجدته واشحال من عشير
كي يكون طعامي في كل وقت حاضر
بناوا بيت الخدعة والنقيب كالطير
والحوت المشرع يجري على الصنانر
هكذا اصحابي دارو جميع و الناس
يا ويح اللي ما بقاوا في مكاتبه دراهم
فلس احمر يكون من قرارط نحاس
خير ما تختار البعض من ابن آدم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
وين اصحاب اللي نضنهم يحشموا
اذا حوجني الزمان لهم يستروا عاري
ولوا في يخطيوا و يشتموا
بكلام اقسح من برازق الايباري
طويت القلب الحزين على همه
وصبرت لما قضى وقدر لي الباري
حدي وعزي وحرمتي إلا في داري
العين ميزان والقلب للقلب فازع
اللبيب تجلبو بالإحسان وتهربو بالمواجع

بيت:
كيف ننسى تلطامي في دروب مكنــــــاس
غربتي و مباتــــي فــي دكـــاكن المدارس
اعياوا بي الحوانت في اسواق الأبخـــاس
والبيوت والفنادق و حصاير المجالـــأأأأس
اعييت في الليل انبات على النجوم عساس
والصباح نصبح في باب الدراز جالــــس
كي استحسوا بي طابت لهـــــــم الجلاس
زودوا علــــــي بالنهرات و النقــــــــايم
المباتة بالشر ولا طعام عكاس
الفقر والغربة ولاصحبة شاتم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
اواه اليوم في اصحابي ظني خاب
اللي بهم كنت نفخر و انفــأيــــش
خلوا في سموم الاظفار والانياب
ونبحوا في جلايلي كمثل الهوارش
بلسونهم يقولوا مرحبا بمجي الاحباب
وخواطر مغشين لا تحمل نغاوش
قلوب اقسح من الحجر والوجوه صلاب
واقفال الهند لا انطرشت بمطارش
والله ما بقات حرمة للدراوش

بيت :
الله يرحم الاشياخ الفايزين الاحبار
كل شـــــي خلاوه للحادثين مذكور
ساعة الضيق هي توريك طبع العشار
يكون حبيبك ويولي عدوك مخبور
النكد يتفاجى وتزول ساعة الغيار
الافادة تغنم بهــــــا سنين وشهور
يستهل من يبني سوره بغير تلساس
يستهل من يدخل في الحرب دون صارم
يستهل من يدخل البحور دون رياس
يستهل من يطلع العلو بلا سلالم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح :
والله لا ضرني ولا عذب قلبي
الا شفاية الاعداء اللي نظنهم احباب
انا وين ما مشيت لي ربي
حاضر ناظر رحمته لي تنصاب
كم من واحد من الحاسدين يتمنى كربي
نحمد الله عمري سعدي من الخير لا خاب
بدل لي الكريم بالراحة تعبي
و رزقني في الحياة الأجر والثواب
وسلط عن عدانا الحساب والعقاب

بيت :
هكذاك الدنيا الغرارة تدير للقوم
هكذاك الدهر مشتت كل امة
يوم مالح يوم حلو يوم زقوم
يوم مستعدل بين الطيب والسلامة
يبات شمل المرو في حفظ الغني القيوم
و الصباح يطلب من مولاه السلامة
كل من شد في راس عدوه يكون قياس
اذا خطاه بضربة الثانية يعود عادم
يلتقي النشاشيب من كباب الاقواس
و تفيد دعوة المظلوم في الظالم
 


رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

صياح:
اعظم عدايا ضنهم خلاص فنيت
ماعرفوش سلطة الله معايا
في سوق اهل الكمال بنظامي بعت وشريت
وبلغ قصدي مع سلاطن الولايا
فرحت لما هداني الكريم وتواليت
وحمدت الله وشكرته مولايا
والله ما بقات غمة في حشايا

بيت :
كيف تهنا يا من يرجاك سيف عزريل
القبر والملكوت ويوم السؤال
كيف تعلى ياللي مازال ترجع ذليل
ياللي قالت له نفسه انت المفضل ؟
آش ماقاسك يا بن آدم ترجع عطيل
في النعاش تترفد ولو تكون ذو مال
اول خلوقك للدنيا من تراب نسناس
وآخرتك لابد للحد يا ظالم
شوف ما تحت ثيابك ياكثير الادناس
لولا الثوب الساتر الحشايم

بيت الختام :
قال قدور العلمي اللبيب كياس
يا الحافظ اخشى لا تعود نادم
طعت للطلبة والاشياخ دون تعكاس
راه رب العزة بما في القلوب عالم
فلافسي دهقاني رباوني الكياس
معتبر وقاري شيخي حكيم ناجم
القضا صرفت احكامه صرت لا باس
حمدت ربي وشكرته باسط النعايم




تعريف عن القصيدة وصاحبها


هو سيدي عبد القادر بن احمد بن القاسم الادريسي العلمي الحمداني المعروف بالقدور العلمي ولد بمدينة مكناس المغربية عام 1154هجرية--1266هجرية
وهده القصيدة يتوجه بكلامه لاصحابه اهل مكناس اللي تعاشر معهم مدة طويلة وتنكروله واخدوا له داره وقال
اش دا العار عليكم يارجال مكناس مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم سبتي وهلاكي الامان في بن ادم
ولما سمع تلميده عيد السلام بن هاشم الحروني من الصحراء الراشيدية ان مرسم الدار معلمه نهبت اشترى منهم الدار واسترجعها لمعلمه . وفيها دفن
ونظم سيدي قدور العلمي على تلميده قصيدة وهي التي يغنيها جيل جلالة ومطلعها
زين وصولك يا البدر الساني الى جفاك

بيته الدي نهب منه واسترجعه وفيه دفن

=============================