قصيدة المنفرجة لابن النحوي من شعراء الأندلس
إنشاد مغربي
المنفرجة اداء عبد الهادي بالخياط
المنفرجة اداء طلال مداح
اشتدي ازمه تنفرجي قد ادن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج حتى يغشاه أبو السرج
و سحاب الخير له مطر فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل لسروح الانفس و المهج
ولها أرج محي أبدا فاقصد محيا داك الارج
فلربما فاض المحيا بحور الموج من اللجج
والخلق جميعا في يد فذوو سعة وذوو حرج
ونزولهم و طلوعهم فإلي درك وعلى درج
ومعايشهم و عواقبهم ليست في المشي على عوج
حكم نسجت بيدي حكمت ثم إنتسجت بالمنتسج
فإذا اقتصدت ثم انعرجت فبمقتصد وبمنعرج
شهدت بعجائبها حجج قامت بالأمر على الحجج
****
ورضا بقضاء الله حجا فعلى مركوزته فعج
وإذا انفتحت أبواب هدى فاعجل بخزائنها ولج
فإذا حاولت نهايتها فاحذر إذ ذاك من العرج
لتكون منه السباق إذا ما جئت إلى تلك الفرج
فهناك العيش وبهجته فلمبتهج ولمنتهج
فهج الأعمال إذا ركدت فإذا ما هجت إذن تهج
ومعاصي الله سماجتها تزدان لذي الخلق السمج
ولطاعته و صباحتها أنوار صباح منبلج
من يخطب حور الخلد بها يظفر بالحور والفنج
فكن المرضي لها بتقى ترضاه غدا وتكون نجي
****
واتلوا القرآن بقلب ذو حزن وبصوت فيه شجي
وصلاة الليل مسافاتها فاذهب بها بالفهم وجي
وتأملها ومعانيها تات الفردوس و تفترج
واشرب تسنيم مفجرها لا ممتزجا وبمتزج
مدح العقل لأتيه هدى وهوى متون عنه هجي
وكتاب الله رياضته لعقول الخلق بمندرج
وخيار الخلق هداتهم وسواهم منه همج الهمج
فإذا كنت المقدام فلا تجزع في الحرب من الرهج
وإذا أبصرت منار هدى فاظهر فردا فوق الثبج
وإذا اشتاقت نفس وجدت ألما بالشوق المعتلج
وثنايا الحسنى ضاحكة وتمام الضحك على الفلج
وعياب الأسرار إجتمعت بأمانتها تحت السرج
والرفق يدوم لصاحبه والخرق يصير إلي الهرج
***
صلوات الله على المهدي الهادي الناس إلي النهج
وأبي بكر في سيرته ولسان مقالته اللهج
وأبي حفص وكرامته في قصه سارية الخلج
وأبي عمر ذي ا لنورين المستحي المستحي البهج
وأبي حسن في العلم إذا وافى بسحائبه الخلج
وعلى السبطين وأمهما وجميع الآل بهم فلج
وعلى الحسنين وأمهما وجميع الآل بهم فلج
وعلى الأصحاب بجملتهم بدلوا الأموال مع المهج
وعلى أتباعهم العلماء بعوارف دينهم البهج
وأختم عملي بخواتمهم لأكون غدا في الحشر نجي
يارب بهم وبآلهم عجل بالنصر وبالفرج
هوأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري
المعروف بابن النحوي، المتوفى رحمه الله سنة 513 هـ
قصة القصيـدة
بعد خروجه من بـلدته توزر لإعتـداء واليها عليه وتـأميم أملاكه
توجه إلى الجزائر فأقام في مسجد بقلعة بني حـماد بالمسيـلة
وشكى اليه بعض أهلـه الضيق من فراره من ظالم بلده
و رغبوه في رفع الأمر للظـالم ليأذن له بالرجوع فقـال
لبست ثوب الرّجا والناس قد رقدوا .. و قمت أشكوالى مولاي ما أجــــدُ
وقلت يا ســـــــيدي يا منتهى أملي .. يا من عليه بكشف الضّـــرّ أعتمدُ
أشكو اليك أمورا أنـــــــت تعلمها .. ما لي على حمـــلها صبرٌ ولا جلَدُ
وقد مددتُ يدي للضّـــــــرّ مشتكيا .. الـــــــيك يا خير من مُدّت اليـه يدُ
فرأى الوالي رؤيا أفزعته و قام مذعورا
فكف عن ظلمه معترفا بذنبه ، وكتب له بإعادة أملاكه
لأنه رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقول له
أبعث لأبي الفضل بن النحوي في المسجد المعروف بكذا
في بلد الجزائر من يأتيك به ، ويقضي مآربه
فـفعل الخليفة و ارسل في طلبه . فلما حضر بين يديه قال له
ما حاجتك يا أبا الفضل؟
فأخبره بأمره . فكتب له باعادة جميع ما أخبره به . ثم قال له
ما وسيلتك عند رسول الله ؟
فأخبره بنظم هذه القصيدة : المنفرجة
وقد افتتن بجمال مدينة فاس التي أخذت بلبه فحلاها بالأبيات التالية
يا فاس منك جميع الحسن مسترق *** وساكنوك أهنيهم بما رزقوا
هذا نسيمك أم روح لراحتنا ***وماؤك السلسل الصافي أم الورق
أرض تخللها الأنهار داخلها *** حتى المجالس والأسواق والطرق
=============================
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire