===============================================
إذا مرت الأيام و لم تروني ، فأنا بينكم  فتذكروني
و إذا غبت عنكم و طال غيابي
فاعلموا أني بحاجة للدعاء فادعوا لي
===============================================

===============================================


شويخ من أرض مكناس  =  أبو الحسن الششتري


شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
أش عليا يا صاحب من جميع الخلايق
إفعل الخير تنجو واتبع أهل الحقائق
لا تقل يا بني كلمه إلا أن كنت صادق
خذ كلامي في قرطاس واكتبوا حرز عني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
ثم قول مبين ولا يحتاج عبارة
أش على حد من حد إفهموا ذي الإشاره
وانظروا كبر سني والعصا والغراره
هكذا عشت في فاس وكذاك هون هوني
اش عليا من الناس وأش على الناس مني
وما أحسن كلاموا إذ يخطر في الأسواق
وترى أهل الحوانت تلتفت لو بالأعناق
بغرارة في عنقوا وعكيكز وأقراق
شويخ مبني على أساس كما انشأ الله مبني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
لو ترى ذا الشويخ ما أرقوا بمعنى
التفت لي وقال لي أش نراك تتبعنا
أنا ننصب لي زنبيل يرحموا من رحمنا
وأقاموا بين اجناس ويقول دعني دعني
اش عليا من الناس وأش على الناس مني
من عمل يا بني طيب ما يصيب إلا طيب
لعيوبوا سينظر وفعالوا يعيب
والمقارب بحالي يبقى برا مسيب
من معوا طيبة انفاس يدري عذر المغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
وكذاك إشتغالوا بالصلاة على محمد
والرضا عن وزيرو أبي بكر الممجد
وعمر قائل الحق وشهيد كل مشهد
وعلي مفتي الأرجاس إذا يضرب ما يثنى
أش عليا من الناس واش على الناس مني
يا إلهي رجوتك جد عليا يتوبة
بالنبي قد سألتك والكرام الأحبة
الرجيم قد شغلني وأنا معوا في نشبه
قد ملا قلبي وسواس مماه يبغاه مني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني
تم وصف الشويخ في معاني نظامي
وإني خواص ونقري لأهل فني سلامي
وإذا جوزوني نقل أول كلامي
شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
أش عليا من الناس وأش على الناس مني

====
قصة القصيدة تقول
 إن علياُ بن عبدالله النميري، المكنى بأبي الحسن الششتري كان قد ولد عام 610 هـ في مدينة ملقا في إقليم غرناطة لأسرة ذات جاه و ثراء وتوفي عام 668 هـ بالقرب من مدينة دمياط في مصر أواخر عصر الموحدين. وكان قد عاش ردحاً من حياته في طرابلس أثناء رحلته للمشرق. وقيل أنه كان قد أدهش أهل طرابلس بعمله الواسع بالفقه والسنة، فقد كان الششتري قبل ذاك وزيرا وعالماُ على درجة كبيرة من المعرفة، وإبنا لأمير أندلسي، فعرضوا عليه قضاء البلدة فأبى، فاستحمقوه ونسبوه إلى الجنون (وله قصيدة جميلة في هذا الصدد مطلعها رضى المتيم في الهوى بجنونه) لكن الرجل مضى في سبيله إلى أبي مدين الغوث ومريدي طريقته كونه كان قد إعتنق طريقتهم في التصوف وكان ساعياً إليهم.
لكنه التقى بأحد شيوخ المتصوفة وقد عرض له في فاس، وهو عبد الحق ابن سبعين الغافقي فقال ابن سبعين وقد عرف وجهته: اذا كنت تريد الجنة فسر اليهم (أي إلى أصحاب أبي مدين) وان كنت تريد رب الجنة فهلم إلي ثم قال له: تدخل في طريق القوم حتى تبيع متاعك وتلبس قشابة ( رقعة الصوفية البالية) وتأخذ بنديرًا ( أي علم الدراويش) وتضع في رقبتك غرارة وتدخل السوق، فقال له: ما نقول في السوق؟ فقال: قل: بدأت بذكر الحبيب، فصنع كما رسم له ابن سبعين ودخل السوق يضرب بنديره ويقول: بدأت بذكر الحبيب، فبقي ثلاثة أيام يغني منشدا هذه الخواطر الصوفية حتى خُـرقت له الحجب... ويروي ابن عجيبة عنه فيقول: كان الششتري على درجة كبيرة من المعارف والعلوم، واسع الإطلاع على التيارات الفكرية التي كانت تمثل العلم والثقافة في عصره، ومن أساتذته، عبد الحق بن سبعين الغافقي، وابن سراقة محمد أبو بكر الشاطبي، وأبو مدين الغوث، ومحيي الدين بن عربي وشهاب الدين السهرودي. ويعد أحمد يعقوب بن مبشر زاهد باب زويلة بالقاهرة أشهر تلامذته الذين خلفوه على مشيخة الجماعة. وقد خلف الششتري آثاراً فكرية صوفية لا يستهان بها، شعرية ونثرية منها ما هو موجود، ومنها ما هو في حكم المفقود. وشاع أن الششتري هو أول من استخدم فن الزجل في التصوف. وقصيدته التي نحن بصددها الآن كانت سبباً لشهرته وذيوع إسمه بعد أكثر من سبعة قرون على كتابتها حين أحياها الملحن خالد الشيخ عام 1983 وغناها بصوته ثم غناها بعده آخرون.
ولا أدري بالضبط سبب إختار خالد الشيخ هذه القصيدة لتلحينها وكيفية عثوره عليها، إلا أنني قرأت لأحدهم ماذكر من أنه قد رأى القصيدة مخطوطة بخط قديم (قد يكون الخط المغربي) في مخطوط ما في زيارة له إلى متحف للتراث في إمارة الفجيرة كان منزلاً لأحد شيوخها. وزعم أنه كان قد سمع الأغنية لأول مرة من فرقة جيل جلالة المغربية.
وذكر في مكان آخر أن مصدرها نص كان منشوراً عام 1965 في مجلة للفنون الشعبية تصدر في القاهرة


=============================

0 commentaires: